قمة واشنطن- الطاقة والذكاء الاصطناعي - البحث عن حلول مستدامة

في خطوة لافتة، تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم (الثلاثاء) قمة استثنائية تجمع صفوة من كبار القادة والمسؤولين التنفيذيين من مختلف القطاعات الحيوية، بما في ذلك النفط، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة المتجددة، والاستثمار المالي، وذلك لمناقشة واستكشاف سبل مبتكرة لتلبية الاحتياجات الطاقوية المتزايدة التي تفرضها ثورة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
تُقام هذه القمة المتميزة، والتي تحمل اسم ENACT (الطاقة والعمل)، بتنظيم مشترك بين شركتين إماراتيتين رائدتين هما إكس آر جي (XRG) وإم جي إكس (MGX)، بالإضافة إلى معهد الأطلسي الأمريكي المرموق؛ وتهدف إلى إيجاد حلول عملية ومستدامة للتحديات الملحة المتعلقة بالطاقة والتي تنشأ نتيجة التوسع الهائل في استخدامات الذكاء الاصطناعي.
تبرز هذه القمة الأهمية المتصاعدة لتوثيق الروابط بين قطاعي الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة، حيث تسعى كبرى شركات التكنولوجيا العالمية إلى تأمين مصادر طاقة متينة ومتنوعة، سواء كانت من الغاز الطبيعي، أو الطاقة النووية النظيفة، أو مصادر الطاقة المتجددة المستدامة، وذلك لتشغيل مراكز البيانات الضخمة التي تعتبر العمود الفقري لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
يعكس هذا الحدث رفيع المستوى الاهتمام المتزايد والتركيز الشديد من قبل القادة التنفيذيين على هذا التحدي المحوري، وذلك في ظل الطلب المتسارع وغير المسبوق على الطاقة الذي يشهده العالم.
يستضيف هذه القمة الهامة الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبحضور وزير الطاقة الأمريكي الموقر كريس رايت.
تضم قائمة الحضور المرتقبين نخبة من القادة البارزين في مجالاتهم، نذكر منهم على سبيل المثال: دارين وودز، الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل العملاقة، وموراي أوشينكلوس، الرئيس التنفيذي لشركة بي بي الرائدة، وفيكي هولوب، الرئيس التنفيذي لشركة أوكسيدنتال بتروليوم، وكريس ليهان، رئيس الشؤون العالمية في شركة أوبن إيه آي، وجوزيف دومينغيز، الرئيس التنفيذي لشركة كونستليشن إنرجي، ومحمد الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" الإماراتية المتخصصة في الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى مستثمرين بارزين مثل براندون لوتنيك من "كانتور فيتزجيرالد"، ومارسيل فان بويك من كارلايل، وحاكم ولاية ألاسكا مايك دونليفي، الذي يسعى إلى جذب استثمارات ضخمة لمشروع خط أنابيب غاز وغاز طبيعي مسال طموح.
تركز القمة بشكل أساسي على تلبية الاحتياجات الطاقوية المتزايدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي حتى عام 2030، مع التخطيط الطويل الأمد للفرص المستقبلية الواعدة، كما تهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة وقابلة للتطبيق، حيث سيصدر تقرير مفصل لاحقاً يلخص المناقشات الهامة والتوصيات القيمة التي تم التوصل إليها.
تعتبر الولايات المتحدة سوقاً استراتيجية حيوية بالنسبة لشركة إكس آر جي، وفقاً لتصريحات المنظمين، وتأتي هذه القمة الهامة بعد حدث مماثل ناجح عُقد في أبوظبي في أواخر عام 2024.
يثير النمو الهائل في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي مخاوف بيئية متزايدة، حيث يخشى نشطاء البيئة من الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري غير المتجدد لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، مما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في انبعاثات الكربون الضارة.
في الوقت نفسه، تواجه الولايات المتحدة ضغوطاً سياسية داخلية معقدة، حيث يسعى الجمهوريون في الكونغرس ومسؤولو إدارة ترمب إلى تقليص الحوافز المقدمة للطاقة النظيفة التي أُقرت في قانون المناخ لعام 2022.